مع آخر بسمة لغروب الشمس
تطل علينا زهرة بلباس ملاك
غامض الهمسات
طفلة خرساء
يقولون أنها فلسطينية
كلماتها تطير على أجنحة بددها
الريح
تمد يدها الى الفضاء
حيث العصافير الطليقة
كلامها يضيع فوق الغدير
مكتوم الهمسات
جدائلها تشبة سنابل قمح جـِنين
يداها ناعمتان كأوراق الريحان
عيناها لامعتان بسواد نجمة هَوَت
على مشارف القدس
ملابسها من ريش الأمنيات
وجهها شاحب كأطفال غزة
يقولون أنها فلسطينية
تمشي أثناء نومها مغمضة
العينين
تزور خلسة بساتينا ً
هجرها الزيتون
تنصب هناك أرجوحة
تلعب مع صديق الكروم المضيئة بالتعب
لعبة العصفور والصياد
لعبة القزم والمارد المهزوم في
ومضة فيضان
تعود لبيتها مغمضة العينين
تمشي فوق حبل السيرك الى
فراشها
المبلل بأشواك الريبة
في يدها زهرة نرجس قطفتها من
حدائق الهواء الأسود
تحاول النوم على سرير يراود الأحلام
في ليلة طويلة الأشواك
حين أطفأت صديقاتها ملامح شموع الطفولة
تصحى في الصباح لتشرب
حليب الأماني
إنسكب الحليب سرابا ً على رصيف الوجدان
البقرة الحلوب نعامة
تغطس في الثلوج المسحوقة
على فوهات حصار الياسمين
تبكي طويلا ً
بصوت موجة خرساء
الطفلة تهذي
تقول أنها فلسطينية
قرروا نحرها في العيد القادم
عند أسوار البلابل الخضراء!